حقق قطاع العقارات في المملكة العربية السعودية أداءً إيجابيًا ملحوظًا خلال الربع الثالث من عام 2024، وذلك بفضل النمو الكبير في قطاع السياحة ومبادرات التنويع الاقتصادي التي تنفذها المملكة ضمن رؤية 2030، وأكدت تقارير حديثة أن هذا الأداء المتميز يعكس تزايد الطلب على الاستثمارات العقارية بمختلف أنواعها، سواء في قطاع الضيافة أو السكن أو المكاتب التجارية.
قطاع الضيافة يشهد ازدهارًا غير مسبوق
أكد تقرير حديث لشركة “جيه إل إل” العالمية أن قطاع الضيافة في المملكة شهد نموًا غير مسبوق في أعداد السياح الدوليين، حيث ارتفعت أعداد السياح بنسبة 656% خلال الأشهر السبعة الأولى من 2024، ليصل إجمالي الزوار إلى 17.5 مليون، ويرجع هذا الارتفاع إلى تسهيل إجراءات التأشيرات السياحية، فضلاً عن الفعاليات الكبرى مثل موسم الرياض والمهرجان السينمائي، كما شهدت الرياض زيادة في إيرادات الفنادق بنسبة 17.1%، بينما شهدت جدة زيادة في معدلات الإشغال بنسبة 1.4%.
السوق السكني يشهد طلبًا متزايدًا
سجل السوق السكني في الرياض وجدة نموًا قويًا، حيث ارتفع معروض الوحدات السكنية في الرياض إلى 1.46 مليون وحدة سكنية، فيما تم تسليم 8,000 وحدة في جدة، كما شهدت أسعار البيع في الرياض زيادة بنسبة 12%، بينما ارتفعت في جدة بنسبة 6%، وتصدرت الشقق السكنية المعاملات في جدة، حيث شكلت 83% من إجمالي الصفقات، مما يعكس تحولًا في تفضيلات المشترين.
مكاتب العمل تشهد ارتفاعًا في الإيجارات
شهدت إيجارات المكاتب من الفئة (أ) في الرياض زيادة بنسبة 20.8%، مع انخفاض ملحوظ في معدل الشواغر إلى 1.6%، وهو أدنى مستوى على الإطلاق، ويرجع هذا النمو إلى الإقبال الكبير من الشركات في قطاعات التكنولوجيا والصحة، مما جعل الرياض مركزًا جاذبًا للاستثمارات العقارية، بينما في جدة، سجلت إيجارات المكاتب من الفئة نفسها زيادة بنسبة 11.6%.
قطاع التجزئة يتطور بتوجهات جديدة
شهد قطاع التجزئة في الرياض وجدة تطورًا لافتًا، حيث ركزت الشركات على تقديم تجارب تسوق مبتكرة لمواكبة تطلعات المستهلكين، وفي الرياض، استقر سوق منافذ التجزئة مع معدل شواغر ثابت بنسبة 4.6%، بينما شهدت جدة تفاوتًا في الأداء، حيث ارتفعت إيجارات المراكز التجارية الكبرى بنسبة 4.2%، في حين انخفضت في المراكز الإقليمية بنسبة 4.5%.