وصف كيف تحكي قصة منتجك على وسائل التواصل الاجتماعي؟

كان يا مكان في قديم الزمان… وعاشوا سعداء للأبد”.، هل تذكر هذه البداية والنهاية الكلاسيكية؟ طبعا، ومن منا لم ينشأ على حكايات الأجداد والوالدين قبل النوم التي كنا نستمع إليها بكل شغف.

أتدري ما يدعى هذا؟ إنه سحر “السرد القصصي” لكن أتعلم؟ حتى يومنا هذا لا تزال هذه التقنية سارية المفعول في عالم الأعمال، أجل، إذا كان السرد القصصي قادرًا على إبهارنا كأطفال، فلماذا لا يكون كذلك في عالم الأعمال الرقمي اليوم؟

حتى أن هذا ما تشير إليه الأرقام، إذ يتذكر الناس القصص بنسبة تتراوح بين 65% و 70% مقارنة بـ 5% إلى 10% فقط للإحصاءات وحدها.

ما هو السرد القصصي؟

السرد القصصي هو  فن بناء سيناريوهات إبداعية تهدف إلى تحفيز مشاعر العملاء حول قيم الشركة، سواء كانت مبنية على حقائق واقعية أو قصص خيالية بالكامل. يهدف السرد القصصي إلى بناء صلة عاطفية قوية بالمستهلكين وتعزيز الارتباط بالعلامة التجارية.

لنأخد متجر أسناس كمثال على ذلك بحيث يحكي قصة نجاح متجره الإلكتروني على منصة سلة.

قصة نجاح متجر أسناس على سلة.

ما أهمية القصة في بناء العلامة التجارية؟

القصة هي العمود الفقري لأي علامة تجارية ناجحة، فالقصة ليست مجرد وسيلة للترويج للمنتج أو الخدمة فحسب، بل إن الأمر يتعدى لكونها أداة قوية لبناء علاقات عاطفية وإنسانية مع الجمهور، فعندما نتحدث عن القصة في سياق العلامة التجارية، نحن نتحدث عن القوة التي تجعل العميل يشعر بأنه جزء من قصة أكبر وأعمق، قصة تعبر عن قيمه ورؤيته، وأحياناً حتى عن هويته الشخصية.

عندما نتحدث عن العلامة التجارية التي يمكن أن تتحول إلى أسطورة، لا يسعنا إلا أن نُشير إلى قصة نادي ليفربول تاريخ طويل من الانتصارات، والروح القتالية والتزام لا يتزعزع، هي كل تلك العناصر التي تُشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية النادي، قصة ليفربول هي أكثر من مجرد سجّل من المباريات والانتصارات؛ إنها قصة تمزج بين الجهد الجماعي، العزيمة، والأصالة، هذه القصة تُلهم مشجعي الفريق حول العالم وتجعلهم يشعرون بأنهم جزء من عائلة واحدة.

 1. الإنسانية والتعاطف:

تمتلك القصص القدرة على إضفاء طابع إنساني على العلامة التجارية، في عالم تهيمن عليه التكنولوجيا الرقمية، يفتقد الناس إلى الروابط الإنسانية التي تجعلهم يشعرون بالانتماء. هنا تأتي القصة لتسد هذه الفجوة، حيث تمكّن العلامات التجارية من التحدث بلغة عاطفية تستطيع ملامسة قلوب الجمهور.

عندما يتعاطف العميل مع قصة العلامة التجارية، فإنه لا يشعر بأنه مجرد مستهلك، بل شريك في رحلة هذه العلامة، هذا الشعور هو ما يخلق ارتباطًا عاطفيًا يدوم طويلاً ويترجم إلى ولاء يتجاوز حدود التعاملات المادية.

2. التميز والتفرد:

في سوق تعج بالمنافسين يصبح التميز أمرًا حاسمًا، القصة هنا ليست مجرد سرد للأحداث، بل هي تجسيد لرؤية العلامة التجارية وأهدافها بشكل فريد، عندما تروي العلامة التجارية قصة تميزها عن الآخرين، فإنها تنجح في إبراز شخصيتها الفريدة وتقديم نفسها كخيار مميز ومتفرد، هذا التفرد هو ما يساعد العملاء على تمييز العلامة التجارية بسهولة ويدفعهم لاختيارها دون غيرها من المنافسين.

3. الرسوخ في أذهان العملاء:

القصص ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي أداة فعالة لحفظ المعلومات، العقل البشري مبرمج لتذكر القصص بشكل أفضل من أي نوع آخر من المعلومات، لأنها تخلق روابط عاطفية وعقلية مع المتلقي، هذه الروابط تجعل من السهل تذكر العلامة التجارية، حيث ترتبط في ذهن العميل بالقصة التي رواها، هذا الرسوخ يعزز من حضور العلامة التجارية في أذهان العملاء، ويجعلها الخيار الأول عند الحاجة إلى المنتج أو الخدمة التي تقدمها.

كيف تحكي قصة منتجك على وسائل التواصل الاجتماعي؟

والآن نأتي للسؤال الأهم والغاية الأساسية من كتابة هذا المقال “كيف تحكي قصة منتجك على وسائل التواصل الاجتماعي؟ في عالم التواصل الاجتماعي اليوم، أصبحت القدرة على سرد قصة مقنعة حول منتجك مهارة أساسية لكل علامة تجارية تسعى للتميز، إليك كيف تفعل ذلك:

افهم منتجك وقيمته

قبل كل شيء يجب أن تفهم تمامًا ما الذي يميز منتجك عن المنافسين. ما هي القيم أو الفوائد التي يقدمها؟ وكيف يمكن أن يحسن حياة جمهورك المستهدف؟

حدد جمهورك المستهدف

بالنسبة لهذه الخطوة اسأل نفسك، من هم الأشخاص الذين ترغب في الوصول إليهم؟ ما هي اهتماماتهم، مشاكلهم، واحتياجاتهم؟ ثم خصص القصة بناءً على ما سيجذب انتباههم.

استخدم عناصر القصة التقليدية

عناصر القصة التقليدية معروفة وهي:

  • الشخصيات: قد يكون العميل هو البطل، والمنتج هو الأداة التي تساعده على تحقيق هدفه.
  •  الصراع: يمكن أن يكون التحدي أو المشكلة التي يواجهها العميل، والتي يمكن لمنتجك حلها.
  •  الحل: كيف يساعد منتجك في حل المشكلة بشكل فعال.

إليك الآن مثال عملي حقيقي لتاجرة طموحة تدعى “ميار” اشتعلت شرارة الإلهام لدى ميار من تصفح بسيط لحساب تيك توك أجنبي يعرض خدمة طباعة الصور والذكريات لصنع صور مغناطيسية، النجاح الرهيب لهذا المشروع حفّز ميار على البدء في هذا المشروع هي أيضا.

لكن شغف ميار خَفَت بعد دراسة للمشروع، هذا المشروع الذي يكلف أكثر من 50 ألف ريال سعودي والغريب في الأمر أن ميار صرفت 76 ألف ريال. لكن الخبر الجيد أن ميار تغلبت على هذا العائق وها قد فتحت متجرها الآن.

ميار تروي قصة نجاح متجرها الإلكتروني مستخدمة عناصر القصة التقليدية.

استخدم وسائل متعددة لرواية القصة

احرص على استخدام الصور، الفيديوهات، والرسوم البيانية لجعل القصة أكثر جاذبية، لأن الوسائط المتعددة تجعل القصة أكثر تأثيرًا وجاذبية.

اجعل القصة شخصية

شارك تجارب حقيقية لعملائك مع منتجك، لأن قصص العملاء الحقيقية تضفي مصداقية وتشجع الآخرين على تجربة المنتج.

استخدم النبرة المناسبة

استخدم نبرة تلائم جمهورك المستهدف، إذا كان الجمهور شبابًا، استخدم لغة غير رسمية، إذا كان جمهورك محترفين، فاختر نبرة أكثر احترافية.

كن مختصرًا وواضحًا

وسائل التواصل الاجتماعي تتطلب تواصلًا سريعًا ومباشرًا، لذا اجعل رسالتك قصيرة وواضحة، واستخدم عناوين جذابة.

تفاعل مع جمهورك

بعد نشر القصة تفاعل مع التعليقات والاستفسارات، هذا يعزز العلاقة مع جمهورك ويزيد من الولاء للعلامة التجارية.

قيّم وطور قصتك

استخدم التحليلات لفهم ما إذا كانت قصتك تحقق النتائج المطلوبة، إذا لاحظت جوانب تحتاج للتحسين فَعدّل القصة بناءً على ذلك.

استمر في السرد

وأخيرًا لا تكتفِ بقصة واحدة، بل اجعل رواية القصص جزءًا من استراتيجيتك الدائمة، شارك تطورات جديدة عن المنتج، قصص نجاح أخرى، وتفاعل دائمًا مع جمهورك.

خطوات عملية لسرد قصة مؤثرة

لتحكي قصة مؤثرة وفعالة على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك اتباع هذه الخطوات العملية:

ابدأ بمقدمة قوية

اجذب الانتباه من خلال البدء بقصة مثيرة مثلا، أو اقتباس مؤثر، أو سؤال يشجع على التفكير، الهدف هنا هو جذب انتباه القارئ منذ اللحظة الأولى.

حدد الشخصية الرئيسية (البطل)

اجعل البطل هو العميل أو شخص يمثل جمهورك المستهدف، حدد مشكلته أو التحدي الذي يواجهه والذي يرتبط بمنتجك.

قدّم التحدي أو المشكلة

قدم المشكلة التي يواجهها البطل بطريقة تجعله يبدوا محبطًا أو عاجزًا بدون منتجك، استخدم لغة تثير العواطف وتدفع القارئ للتعاطف مع البطل.

اعرض الحل (منتجك)

قدم منتجك كالحل الذي سيغير الأمور لصالح البطل، اشرح كيف يمكن لمنتجك أن يساعد في حل المشكلة بشكل عملي وفعال.

استخدم التفاصيل البصرية

ادعم قصتك بالصور أو الفيديوهات التي تعزز الرسالة وتظهر تأثير المنتج، يمكن استخدام رسوم بيانية، صور قبل وبعد، أو مشاهد توضيحية.

ختم القصة بنهاية مؤثرة

اختتم القصة بنهاية سعيدة تُظهر كيف نجح البطل بفضل منتجك، يمكن أن تكون النهاية في شكل إحصائيات نجاح، مراجعات العملاء، أو شهادات حقيقية.

ادعُ إلى التفاعل

اطلب من جمهورك المشاركة بتجاربهم أو رأيهم، يمكن أن يكون السؤال مثل: “هل واجهت تحديًا مشابهًا؟ كيف تعاملت معه؟”

استخدم الهاشتاقات المناسبة

اختر هاشتاقات ذات صلة بمنتجك أو بالقصة التي ترويها لزيادة وصول القصة إلى جمهور أوسع.

تفاعل مع التعليقات والرسائل

لا تترك القصة تتوقف عند النشر، تفاعل مع التعليقات والرسائل لتعزيز العلاقة مع جمهورك.

راجع الأداء وحسن القصة

استخدم تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة مدى تأثير القصة، إذا كانت النتائج غير مرضية، حاول تحديد النقاط التي يمكن تحسينها في القصص المستقبلية.

والآن إليك مثال عملي تطبيقي لتفهم أكثر:

مقدمة قوية (جذب الانتباه)

هل سبق لك أن شعرت بالعجز تماما وأنت تشاهد حلمك يضيع من بين يديك؟ هذا ما حدث مع علي في يوم عمل حاسم.

تحديد الشخصية الرئيسية (البطل) 

علي، شاب طموح يعمل في مجال التسويق الرقمي، وجد نفسه في موقف حرج عندما توقف هاتفه عن العمل قبل اجتماع مهم.

قدّم التحدي أو المشكلة

بينما كان علي يستعد لعرض تقديمي هام أمام فريقه، هذا العرض كان طريقه لتحقيق حلمه بالترقية، توقفت شاشة هاتفه عن العمل فجأة، بدون هاتفه، لم يتمكن من الوصول إلى المستندات الهامة التي كان يعتمد عليها، شعر علي بإحباط شديد وأن جميع الأبواب قد سُدّت في وجهه وأنه على وشك أن يدفن حلمه الذي طالما سعى لأجله.

اعرض الحل (منتجك)

لكن ولحسن الحظ تذكر علي أنه يمتلك اشتراكًا في خدمة صيانة الهواتف السريعة ‘X-Repair’، وخلال 30 دقيقة فقط، تمكّن من استعادة هاتفه بكامل وظائفه، واستطاع أن يقدم عرضه بنجاح.

استخدم التفاصيل البصرية

صورة تُظهر الهاتف المعطل بجانب صورة أخرى له بعد الإصلاح، وهو يعمل بكفاءة.

ختم القصة بنهاية مؤثرة

بفضل الله وبفضل’X-Repair’، نجح علي في تجاوز الأزمة وقدم عرضًا أبهر فريقه، وحصل على الثناء من مديره، وحظي بنهاية سعيدة تحقق فيها حلمه أخيرا.

ادعُ إلى التفاعل

شجع جمهورك على المشاركة من خلال طرح أسئلة مثلا: هل واجهتك مشكلة مماثلة؟ أخبرنا كيف تعاملت معها، واستخدم #XRepairStory لمشاركة تجربتك!”

استخدم الهاشتاقات المناسبة

استخدم هاشتاقات مثل: #إصلاح_الهاتف #XRepair #قصص_النجاح للوصول إلى جمهور أكبر”

تفاعل مع التعليقات والرسائل

تفاعل مع جمهورك من خلال الرد على التعليقات: مثل: نعم، كانت خدمة سريعة! كم استغرقت الخدمة معك؟ أو نحن هنا للمساعدة دائمًا، شكرًا لمشاركتك تجربتك!

راجع الأداء وحسن القصة 

مثلا بعد أسبوع من نشر القصة، لوحظ أن المشاركات التي تحتوي على صور قبل وبعد حصلت على تفاعل أكبر بنسبة 20%، لذا سيزداد استخدام هذه العناصر في القصص المستقبلية.

ارو قصص منتجاتك وابدأ نجاحك الإلكتروني مع “سلة”

في ختام مقالنا، ندرك أن سرد قصة منتجك على وسائل التواصل الاجتماعي هو المفتاح لكسب قلوب جمهورك وبناء علاقة قوية معهم ولكن، القصة لا تكتمل إلا عندما تُطلق منتجك في منصة تليق به، هنا يأتي دور منصة “سلة” التي تمنحك القدرة على إنشاء متجر إلكتروني احترافي يعرض قصتك بأبهى حلة، مع “سلة”، يمكنك تحويل متجرك الإلكتروني إلى ساحة تفاعلية تروي فيها قصص منتجاتك، وتجذب العملاء، وتحقق النجاح، لا تترك قصتك غير مكتملة، استخدم “سلة” لتكتب النهاية السعيدة لأعمالك.